منتديات مملكة ملكة الملوك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات مملكة ملكة الملوك

    الفن و اهله

    رنوشn
    رنوشn
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 205
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 21/07/2009
    العمر : 48

    الفن و  اهله Empty الفن و اهله

    مُساهمة من طرف رنوشn الأحد نوفمبر 15, 2009 6:43 pm

    الفن و اهله

    بديعة مصابني

    فنانة مصرية ولدت عام 1888 وتوفيت في 23 يوليو عام 1974 . عاشت في القمة واختفت في السفح بعد أن تركت في سجلات الفن ما يتطلب وقفات للتحليل والدراسة . كانت واحدة من ألمع نجوم الفن الذين تزعموا النهضة الفنية وكانت زعامتها لفن المسرح الاستعراضي تتيح لها أن تصنع مواهب وتسحق مواهب أخرى . وكانت فرقتها أشبه بمدرسة تخرج فيها ألمع نجوم الفن الاستعراضي ومن أبرزهم فريد الأطرش وتحية كاريوكا وسامية جمال وهاجر حمدي ومحمد الكحلاوي ومحمد فوزي وغيرهم ممن لمعت أسماؤهم في دنيا الفن وقد ظلت بديعة مصابني تتزعم المسرح الاستعراضي لمدة ثلاثين عاماً استطاعت خلالها أن تجمع ثروة طائلة وأن تهرب بها إلى لبنان بعد أن وقع بينها وبين مصلحة الضرائب المصرية خلاف حاد حول تقدير الضرائب المستحقة عليها منذ عام 1944 إلى عام 1949 . جاءت بديعة مصابني إلى القاهرة عام 1910 واستطاعت في القاهرة أن تنضم إلى فرقة جورج أبيض ومنذ اليوم الأول الذي عملت فيه برزت كفنانة فقد جذبت إليها الأنظار بمواهبها المتعددة . وكان بين نجوم الفن آنذاك الشيخ أحمد الشامي الذي كان يبحث عن بطلة تتمتع بهذه المواهب كلها . ولما سمع عن بديعة مصابني سعى إليها ليضمها إلى فرقته ويسند إليها أدوار البطولة مقابل راتب شهري كبير . وجمعتها الصدفة بنجيب الريحاني الذي أعد لها بالاشتراك مع بديع خيري مسرحية " الليالي الملاح " التي نجحت نجاحاً فنياً وجماهيرياً كبيرين وأسهمت في خلق نجومية بديعة مصابني . بعد ذلك لعبت مصابني دور البطولة في العديد من المسرحيات من خلال فرقة الريحاني ومنها : " الشاطر حسن " و " أيام العز " و " ريا وسكينة " و " البرنسيس " و " الفلوس ومجلس الأنس " وفي هذه الأثناء اتفقا على الزواج ولكن شاءت الظروف أن يختلفا في حياتهما الزوجية فانفصلت بديعة عن الريحاني وأسست مسرحاً استعراضياً جنت منه ثروة طائلة تضاعفت عندما اشتعلت الحرب العالمية الثانية وتحول مسرحها إلى أداة للترفيه عن الجنود الإنجليز وحلفائهم . وحاولت بديعة بعد الحرب أن تستعيد مجدها غير أن أغلب المواهب التي رعتها من قبل كانت قد انخرطت في مجال السينما ولم تعد إلى مسرحها الاستعراضي مرة أخرى وبدأت الضرائب تطالبها بديون قديمة لم تسددها وبدأت تضيق عليها الخناق وتهددها بالحجز والبيع . فجمعت ثروتها وهربت بها إلى لبنان بعد أن اتفقت مع طيار إنجليزي على تهريبها وركبت الطائرة التي كانت رابضة في ميناء روض الفرج الجوي ـ قبل الغاؤه ـ وتخفت بديعة في ملابس راهبة في مستشفى ونجحت في الفرار إلى لبنان لتستغل ثروتها في مشروعات زراعية حققت لها أرباحاً كبيرة . ماتت بديعة وهي في السادسة والثمانين من عمرها ورغم شيخوختها فقد كانت تتمتع بصحة جيدة .

    جورج أبيض

    هو الرائد الأول للمسرح المصري والعربي ولد في 5 مايو عام 1880 في بيروت وتوفي بالقاهرة في 25 مايو 1959 . وقد كان المسرح قبله في زمن مارون نقاش وابن أخيه سليم في بيروت لا يعتمد على أي دعائم أكثر من الهواية رغم أن مارون هو أول من قدم مسرحية عربية عام 1847 وكان كل ممثل يؤدي دوره كما يراه والمؤلف قد يغير النص ليرضي الجمهور . هاجرجورج أبيض إلى مصر وهو في الثامنة عشرة من عمره على ظهر سفينة ولم يكن يملك ثمن التذكرة فأشفق عليه الربان وتركه يؤدي كل يوم أدوار تمثيلية أمام الركاب ولم يكن جورج أبيض يحمل من الشهادات سوى دبلوم في التلغراف ساعده على أن يعمل بعد عام ناظراً لمحطة السكة الحديد في الإسكندرية . وفي عام 1904 شاهده الخديوي في مسرحية سياسية مترجمة بعنوان " برج نيل " وأعجب به فقرر إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لدراسة فن التمثيل وهناك التحق بـ " الكونسرفتوار " حيث درس التمثيل والاخراج كما درس الموسيقى وعاد إلى مصر عام 1910 على رأس فرقة فرنسية تحمل اسمه وعرض مسرحيات من روائع المسرح العالمي باللغة الفرنسية . وكان لجورج أبيض فضل قيام عشر جمعيات مسرحية بعد ظهوره في مصر إذ لم يكن لسابقيه تأثير جوهري على تقدم الحركة المسرحية فلم يصمد ويستمر سواه حتى أسس في النهاية مسرحاً راسخاً . وفرقة جورج أبيض قدمت أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة طوال 20 عاماً وفي عام 1921 دعمته حكومة تونس ليشرف على تأسيس فرقتها القومية كما استعانت به مصر في عام 1935 في إنشاء الفرقة القومية المصرية التي أصبح من أبرز نجومها حيث قام وزوجته دولت التي اقترن بها عام 1924 ببطولة العديد من عروضها وفي عام 1942 أحيل إلى التقاعد . وكان أبيض من رواد التمثيل السينمائي أيضاً ففي عام 1932 قام ببطولة أول فيلم عربي غنائي ناطق اسمه " أنشودة الفؤاد " وفي عام 1943 انتخب أبيض أول نقيب لنقابة الممثلين وعندما افتتح المعهد العالي لفن التمثيل 1944 عين جورج أبيض أستاذاً للتمثيل والاخراج وفي عام 1952 عين مديراً للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ولكنه استقال في يوليو 1953 لظروف صحية وقد ظل جورج أبيض يعمل بالتدريس في معهد الفنون المسرحية إلى أن نقلوه منه مريضاً حيث لزم الفراش إلى أن وافته المنية .

    حسن الإمام

    مخرج سينمائي مصري ولد بالقاهرة عام 1919 وتوفي بها في 30 يناير عام 1988 . حاز حسن الإمام خلال 35 عاماً هي عمره الفني على لقبي مخرج الروائع وصاحب مدرسة الميلودراما كما نال تكريم جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية عام 1976 بحصوله على شهادة تقدير بمناسبة مرور 25 عاماً على اشتغاله بالإخراج السينمائي . وكان المخرج حسن الإمام قد بدأ مشواره الفني بالعمل في المسرح ثم انطلق إلى السينما مخرجاً العديد من الأفلام السينمائية التي وصفت مجموعة منها بالروائع ومنها ثلاثية نجيب محفوظ و " اليتيمتان " لفاتن حمامة و " الخطايا " لعبد الحليم حافظ و " قلوب العذارى " و " بائعة الخبز " .

    حسين صدقي

    سينمائي مصري . عمل طيلة حياته من أجل خلق سينما هادفة بعيدة كل البعد عن التجارة الرخيصة التي تردت فيها وأصبحت مخدراً أضر بالمتفرج . توفي في 30 مارس عام 1976 وكان قد بدأ حياته السينمائية عام 1935 في أفلام متواضعة وتقاسم أدوار البطولة في فيلم " العزيمة " مع أنور وجدي وفاطمة رشدي . وقد بقي هذا الفيلم الذي أخرجه كمال سليم مرجعاً للنقاد . وأنتج حسين صدقي مجموعة من الأفلام السياسية والدينية والاجتماعية ولكن معظمها مع الأسف لم ينجح تجارياً بسبب ميول الجماهير العربية . من أشهر أفلامه التي صودرت وأدخلته إلى السجن " يسقط الاستعمار " فقد بقي شريط هذا الفيلم سجيناً لمدة خمسة أعوام . وظهر في أفلام اجتماعية مثل " ليلى " و " غدر وعذاب " و " يا ظالمني " و " البيت السعيد " . وأنتج وأخرج " خالد بن الوليد " وهو من أضخم ما أنتجت السينما المصرية في أواخر الخمسينيات وأنفق على الفيلم ببذخ فقد صوره بالألوان وجند له مجموعة من أشهر الفنانين وجاء " خالد بن الوليد " بعد فيلمه الديني الأول " ليلة قدر " مع ليلى فوزي . وفي أوائل الستينيات حاول طرق مواضيع جديدة في فيلمين " وطني وحبي " و " أنا العدالة " لكن الجمهور لم يتقبل الشريطين وانسحب حسين صدقي من الميدان بهدوء ولم يعد إليه إلى أن مات .

    نجيب الريحاني

    ممثل مصري ساخر يعد من أقدر ممثلي الكوميديا الذين ظهروا على المسرح العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين . ولد بالقاهرة عام 1891 وتوفي بالإسكندرية في 9 يناير عام 1949 . كان أبوه تاجر خيل استوطن القاهرة حيث ولد نجيب في حي باب الشعرية وتعلم في مدرسة الضرير بالخرنفش . هوى التمثيل منذ صغره واشترك في فرقة التمثيل بالمدرسة . ثم التحق الريحاني بالبنك الزراعي في القاهرة حيث تعرف على عزيز عيد فتركا الوظيفة وكونا معاً في عام 1915 فرقة للتمثيل الكوميدي كانت بطلتها الفنانة روزاليوسف ثم انفصل عن عزيز عيد في عام 1916 وابتكر شخصية " كشكش بك " في تمثيلية فكاهية قصيرة لاقت نجاحاً كبيراً وكانت بداية ظهور نجمه . تميز الريحاني بنقده للمجتمع على طريقة الأديب الفرنسي " موليير " دون أن يقلده . لم يكتب رواياته وإنما كانت تكتب له ويتصرف بها بحيث يزيد فيها أو ينقص منها وهو يمثلها . وكان يكثر من قراءة المسرحيات الغربية ويسترشد بها في أوضاع تلائم روح الجمهور الذي يصور أخلاقه وطبقاته وعاداته على المسرح . قام الريحاني برحلات إلى بلاد الشام وأمريكا وتونس والجزائر ومراكش وفرنسا ومثل فيها بعض مسرحياته . قال عنه بعض واصفيه : ضحك الناس ملء نفوسهم حين شاهدوه لأنهم رأوا فيه أنفسهم التي كانوا يستحيون النظر فيها .

    نيازي مصطفى

    مخرج سينمائي مصري صاحب أكبر عدد من الأفلام في تاريخ السينما المصرية والعربية . ولد عام 1911 وتوفي في 21 مارس عام 1986 . درس على نفقته الخاصة بألمانيا وحصل على شهادة فن التصوير والإخراج من معهد ميونيخ عام 1939 . اشتغل في بدايته مساعداً للإخراج ثم رئيساً لقسم المونتاج في استوديو مصر عام 1935 . تزوج الممثلة كوكا إبراهيم التي لعبت دور البطولة في العديد من أفلامه وأنجز أكثر من سبعين فيلماً روائياً طويلاً . ويرى البعض أنه أكثر المخرجين المصريين حرفية ومعرفة بدقائق المهنة السينمائية والمهارة التقنية . ويعد نيازي مصطفى للمخرج السينمائي النموذج . إذ أنتج أفلاماً من كل الأنواع فهو مرة يخرج فيلماً مصرياً خالصاً ومرة أخرى يقتبس من الروايات والمسرحيات الأجنبية كما ينقل من الأفلام التجارية الأجنبية الناجحة عادة . إلا أن البعض يرى أن نيازي مصطفى في بداياته شارك في إحياء السينما الواقعية في مصر عندما أخرج فيلماً عن سيناريو لكمال سليم بعنوان " الدكتور " عام 1939 ثم " مصنع الزوجات " عام 1941 وأخرج نيازي مصطفى أغلب أفلام الممثل المبدع نجيب الريحاني في المسرح والسينما كما عرف أيضاً بإنجازه لعدة أفلام عن البدو . من أشهر أقواله : الفيلم الذي لا يقبل عليه الناس هو فيلم لم يولد بعد .

    يوسف وهبي

    فنان مصري من الرعيل الأول يلقب بعميد المسرح العربي . ولد في 14 يوليو عام 1898 وتوفي في 17 أكتوبر عام 1982 . ولد يوسف وهبي بمدينة الفيوم وأسرته خليط من العناصر التركية والشرقية . فجد والده تونسي واسمه " أهديت قطب " هاجر إلى مصر واستوطن بها . وكان والده مهندساً زراعياً اختص في الري فاعتنى بتعليمه وكان ينوي أن يكون ابنه من رجال العلم والإصلاح لكن حدثت نقطة تحول في حياة يوسف وهبي منذ صغره إذ شاهد عرضاً مسرحياً لجوق سليمان قرداحي وكان ذلك في إحدى قرى الريف المصري حيث شاهد مسرحية عطيل . ومنذ ذلك اليوم تمكن حب التمثيل من قلبه وزاد هيامه بالمسرح عندما شاهد مسرح الشيخ سلامة حجازي فتجاوب مع هذا النوع من المسرح الغنائي وبدأ يقلد الممثلين في أدوارهم وذاعت شهرته في التقليد . وأسس فرقة في المدرسة بمساعدة المدير وبعض الأساتذة . وبعدما أنهى تعليمه الثانوي وتعامل مع المسرح كهاو في بعض المسارح المعروفة قرر السفر إلى إيطاليا لدراسة فن التمثيل والتعرف إلى أهم المدارس الإيطالية . وفي عام 1919 التحق يوسف وهبي بمسرح " ايدن " بميلانو وتتلمذ لـ " كيانتوني " أحد عمالقة المسرح الإيطالي آنذاك ثم التحق بمعهد التمثيل بروما . وبعدما تخرج من هذا المعهد عاد إلى القاهرة وأسس " مسرح رمسيس " عام 1924 . وافتتح أعماله بمسرحية " كرسي الاعتراف " وقام فيها بدور الكردينال وكان هذا الدور من الأدوار المحببة إلى قلبه بل ويراه نقطة انطلاقته الحقيقية للعمل الفني . وقد نقل هذه المسرحية من المسرح إلى الشاشة الفضية إيماناً منه بإبقاء هذا العمل الفني خالداً على مر الأيام والسنين . ولم تكن هذه أول مسرحية ينقلها إلى الفن السابع بل نقل " راسبوتين " و " المائدة الخضراء " و " بنات الشوارع " و " أولاد الفقراء " وغير ذلك من أعماله المسرحية التي تحولت إلى أعمال سينمائية لا حصر لها . ولئن كانت طريقة يوسف وهبي في التمثيل متأثرة بالمدرسة الإيطالية التي تعتمد على التفخيم في الأداء فقد كان بارعاً في تقمص الشخصية وشد الجمهور . كما كانت المسرحيات التي يقدمها على مسرح رمسيس من روائع الأدب الفرنسي والإيطالي والإنجليزي مخالفاً بذلك ما كان يقدم من مسرحيات مثل " خليفة الصياد " و " هارون الرشيد " و " وصلاح الدين الأيوبي " و " صدق الإخاء " و " أصدقاء السوء " وغير ذلك من عناوين المسرحيات المصرية التي فتح عليها الجمهور العربي أعينه في أواخر القرن التاسع عشر والعقدين الأولين من هذا القرن . فقد كان مميزاً في طريقة تمثيله وإخراجه وفي اختيار نصوصه المسرحية . ورأى أن لا تقتصر عروضه الفنية على الجمهور العربي في مصر بل طاف جل البلاد العربية وعرض أعماله على مسارحها .

    أسمهان الأطرش

    مطربة عربية ولدت في 29 أكتوبر عام 1919 وتوفيت بالقاهرة في 14 يوليو عام 1944 . اسمها الأصلي أمال أو أمل بنت الأمير فهد الأطرش وأصلها من جبل الدروز جاءت إلى القاهرة مع أخيها فريد الأطرش ولم تبلغ أربعة عشر عاماً فكانت موضع عناية كبار الملحنين في مصر فلقنها داود حسني أصول الغناء واختار لها اسم " أسمهان " ثم أخذت الغناء عن محمد القصبجي وعن زكريا أحمد وغير هؤلاء . لكن حياتها لم تدم طويلاً فرحلت عن الدنيا في فورة شبابها اثر غرق سيارتها في ترعة مياه فانتهت حياتها التي ظلت أخبارها قبل سنوات من وفاتها الشغل الشاغل للصحافة العربية . لكن أسمهان حاولت من قبل الانتحار ثلاث مرات الأولى في جبل الدروز يوم كانت زوجة للأمير حسن الأطرش تنعم بكافة مظاهر الإمارة ولكنها كانت تشكو من خواء الحياة والرتابة وفي لحظة يأس تناولت كمية من الأقراص المنومة ولولا ابن عمها يوسف الأطرش الذي لاحظ ذبول لونها لكانت بين الأموات . أما المرة الثانية التي حاولت فيها الانتحار فكانت في فندق مينا هاوس بعد أن حبستها الديون المتراكمة في الفندق وأنقذتها صديقتها ماري قلادة في الرمق الأخير ثم كانت المحاولة الأخيرة في جبل الدروز أيضاً ولكن الخادمة أمينة أسرعت تطلب المساعدة فأنقذتها . وقد شاعت أقاويل كثيرة عن تدبير البعض للحادث الذي راحت ضحية له وربما كان بعض عملاء المخابرات البريطانية وراءه حيث سبق أن طوردت من قبلهم بتهمة التعاون مع الجستابو ( جهاز المخابرات الألماني ) خلال الحرب العالمية الثانية .

    أم كلثوم

    لقبت بـ " كوكب الشرق " واستطاعت أن تجمع العرب في أحلك فترات التناحر بصوتها الجميل وألحان أغانيها الخالدات . ولدت أم كلثوم في قرية " طماي الزهاير " بمركز السنبلاوين بمصر في 30 ديسمبر عام 1898 وتوفيت بالقاهرة في 5 فبراير عام 1975 . وهي ابنة الشيخ إبراهيم السيد ولها شقيقة كبرى هي رقية وشقيق أصغر هو خالد . لما بلغت أم كلثوم الخامسة من عمرها أخذت تتعلم القرآن الكريم في كتاب الشيخ عبد العزيز حسن وقد اضطرت لتركه بعد سنتين بسبب قسوة الشيخ عبد العزيز وتابعت التعليم وتلقي الدروس الدينية والكتابة والقراءة من شيخ آخر . وكان أخوها خالد مشهوراً بحلاوة صوته فكان يغني في المواسم والأعياد وفي أغلب حفلات القرية وينشد مع أبيه القصائد والابتهالات الدينية . ولقد أخذت الطفلة الصغيرة فن الغناء عن أبيها وشقيقها خالد . وظهرت موهبتها مبكراً وحدث أن سمعها أبوها وهي تدندن بالغناء بصوت خافت لأنها كانت تخاف أن يسمعها أبوها تغني ولكنها وجدت من أبيها التشجيع على الغناء فاطمأنت بعد خوف وراحت تغني كل ما يطرق سمعها والأب يكاد لا يصدق أن هذا صوت كريمته . وما لبثت أم كلثوم أن تعلمت كل أغاني أخيها خالد واستطاعت بأذنها الموسيقية السليمة أن تتقن جميع الأناشيد والأغاني . وهكذا غنت الطفلة لأول مرة في حفلة والدها ثم أحيت حفلة حتى الصباح في أحد بيوت قريتها وارتفع أجرها عندما غنت في بيت تاجر بنفس القرية وهكذا بدأ يرتفع أجر حفلاتها شيئاً فشيئاً . وأخذت بعد ذلك تقيم الحفلات في القرى المجاورة حتى ذاع صيتها في جميع الأرياف المجاورة وامتد إلى حواضر مصر . وكان أول بيت كبير غنت فيه هو بيت توفيق زاهر بك القاضي بقرية السنبلاوين الذي نصحها وشجعها على الذهاب إلى القاهرة ليتألق نجمها هناك . وفي القاهرة تتلمذت على يد المطرب المشهور الشيخ أبو العلا وكان قد سمعها تغني بحفلة في بيت آل حمزة فتلقت على يد أستاذها بعض القصائد والأغاني المشهورة له في ذلك العصر . وأول حفلة دعيت إليها كانت عام 1918 في كازينو بالزقازيق يعرف باسم " كلوب قناوي حسين " وارتفع أجر أم كلثوم عام 1920 إلى تسع جنيهات ونصف عن حفلة أحيتها في عزبة " كرم الطويل " التابعة لمركز كفر الشيخ . وفي العالم نفسه حضرت إلى القاهرة لأول مرة وأحيت حفلة أخرى في قصر عز الدين يكن أحد أثرياء تجار القطن ومن هذه الحفلة ذاعت شهرتها . وفي عام 1921 عادت مرة أخرى إلى القاهرة وأحيت حفلة في بيت أحد الأثرياء بكرم الشيخ سلامة بالقرب من ميدان القبة الخضراء . وقد سمعها في تلك الحفلة الشيخ على محمود والشيخ علي القصبجي والد الموسيقار محمد القصبجي كما سمعها الشيخ محمد أبو زيد الذي فتعاقد معها على الغناء في أول حفلة عامة تقام في أحد السرادقات وكان الدخول إليها بتذاكر وقد نالت الحفلة نجاحاً كبيراً مما شجع الكثير من المتعهدين التعاقد معها في حفلات أخرى . وكانت أول أسرة تعرفت عليها أم كلثوم هي أسرة آل عبد الرزاق وقد ازدادت شهرتها في بيتهم وعرفت عن طريقهم كبراء مصر وعظمائها . وقد تعرفت على أمير الكمان الأستاذ سامي الشوا في حفلة أحيتها معه في رأس البر وكان من بين القصائد التي اشتهرت بها في بدء حياتها الفنية " أقول لذات حسن روعتني " و " مولاي كتبت رحمة الناس عليك " و " حسبي الله من جميع الأعادي " و " بين الغرام وبين القلب محكمة " و " جل من طرز الياسمين " . واستقرت أم كلثوم في القاهرة ابتداء من عام 1923 حيث استأجرت سكناً لها بشارع " قوله " بحي عابدين بالقرب من أسرة آل عبد الرازق وفي هذا العام التقت أم كلثوم بالموسيقار محمد عبد الوهاب في حفلة أقيمت في بيت بالقاهرة وكان عمره 16 سنة فاشترك معها في أداء أغنية مشهورة للشيخ درويش وهي " على قد الليل ما يطول " فكونا ثنائياً رائعاً أذهل كل من استمع إليهما في تلك الحفلة . عاصرت أم كلثوم في ذلك الحين من المطربات المشهورات اللواتي يعملن في المسارح مثل : منيرة المهدية وتوحيدة وفاطمة سري ونعيمة المصرية وحياة صبري وسعاد محاسن وسمحة البغدادية وفتحية أحمد و عقيلة راتب . ومنذ ذلك العصر اتخذت أم كلثوم لها نهجاً جديداً في الغناء حيث تجنبت الأغاني المائعة المبتذلة واستطاعت أن تشق طريقها وسط ذلك الزحام الشديد من المطربات فبدأت تغني الأغاني الصوفية الفياضة بالروحانية والإيمان والتي أعادت إلى المدينة الرشد والصواب . وكانت تغني مع بطانتها المكونة من والدها الشيخ إبراهيم وأخيها الشيخ خالد وقريبها الشيخ صابر أغاني أستاذها أبو العلا محمد ومنها " وحقك أنت المنى والطلب " و " أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعه " و " أمانة أيها القمر المطل " و " غيري على السلوان قادر " و " حجبوها عن الرياح " إلى جانب القصائد النبوية والقصائد الصوفية والدينية وبعض الأدوار القديمة والموشحات . التقت أم كلثوم بعد ذلك بملحن شاب كان يعمل طبيباً للأسنان اسمه أحمد صبري . لحن لها مجموعة من الأغاني بلغ عددها ثلاثين قطعة بدأها بقصيدة " مالي فتنت بلحظك الفتاك " ومن الطقاطيق " الفل والياسمين والورد " و " اللي انكتب على الجبين " كما لحن لها بعض الموشحات مثل " لي لذة في ذلتي وخضوعي " وقد قام ملحنها الطبيب بتعليمها العزف على العود . وهكذا وبعد مضي أشهر بدأت تغني والعود في يدها ولم تكد تفعل ذلك حتى تخلت عن جوقتها التي كانت ترافقها لتغني بمفردها الطقاطيق والمنولوجات التي كانت تعتمد على صوتها فقط ثم أخيراً تخلت عن العزف على العود أثناء غنائها فبدأت تحيي الحفلات وهي تغني واقفة وبيدها المنديل . وفي صالة " سانتي " عام 1924 استمع إليها الأستاذ أحمد رامي شاعر الشباب فأعجب بصوتها جداً ولاسيما حين سمعها تغني قصيدة له من ألحان أبو العلا " الصب تفضحه عيونه " فأعجب بالفتاة التي كانت في مقتبل العمر ونضارة الشباب وهي ترتدي البالطو والكوفية والعقال وتظهر بمظهر الفتيان إعجاباً عظيماً حتى أصبحت الدنيا لا تسعه من النشوة والفرح وهو يسمع شعره بأجمل صوت استمع إليها في حياته . ومنذ ذلك الحين لم يفترق رامي عن صاحبة الصوت الذهبي ونشأت بينهما صداقة شخصية وفنية من أخلد صداقات العمر التي ألهمت الشاعر أروع الأشعار . ولم يكن رامي يفكر في أن ينزل عن عرش الشعر ليخاطب جمهور الغناء بالزجل ولكنه تأثر بصوت أم كلثوم فجعله يتواضع قليلاً ويحاول أن يطرق ميداناً جديداً يمزج فيه الشعر بالزجل ليدخل إلى قلب كل مستمع . وكانت أول أغنية نظمها رامي ولحنها أحمد صبري وغنتها أم كلثوم هي " خايف يكون حبك ليه " وهي الأغنية التي استهلت بها أم كلثوم موسمها الغنائي عام 1925 على مسرح كازينو البسفور . وفي عام 1926 طرأ على حياة أم كلثوم شئ من التطور فخلعت البالطو والكوفية والعقال وتغير زيها القديم واستبدلت به الأزياء الجديدة واستعاضت بتختها القديم تختاً جديداً من العازفين ليحل أسلوبه مكان الأسلوب القديم من الآلات . وقد قدر معهد الموسيقى جمال صوتها حق قدره ورأى ضرورة استغلاله للارتفاع بشأن الموسيقى الشرقية فعرض عليها مصطفى رضا رئيس المعهد وحسن أنور وكيله أن يؤلفا لها فرقة موسيقية من أقطاب العازفين فرحبت بهذه الفكرة التي عارضها الكثيرون من أنصار القديم وقتئذ . وهكذا افتتحت أم كلثوم في العام نفسه موسمها الأول على مسرح دار التمثيل العربي الذي كانت تغني عليه سابقاً منيرة المهدية . وغنت أم كلثوم مع فرقتها الجديدة المؤلفة من محمد العقاد الكبير ( عازف القانون ) ومحمد القصبجي ( عازف العود ) وسامي الشوا ( عازف الكمان ) ومحمد رحمي ( عازف الإيقاع ) . وكانت أغنية الموسم التي أحدثت انقلاباً في عالم المنولوج هي أغنية " إن كنت أسامح " وهي من تلحين محمد القصبجي وتأليف أحمد رامي . وكان من بين ما لحنه القصبجي وألفه رامي أغنية " يا فايتني وأنا روحي معاك " . وذاعت شهرة أم كلثوم في أرجاء مصر وبدأ أقدر الملحنين والمؤلفين يقدمون لها الأغاني والقصائد والموشحات والأدوار وفي طليعتهم الشيخ زكريا أحمد الذي لحن لأم كلثوم وكان من أروع ألحانه " يا ما أمر الفراق " كما بدأت أم كلثوم تغني لملحن آخر كان شاباً في بداية البزوغ في عالم التلحين وهو رياض السنباطي فكان أبدع ما غنت له " النوم يداعب عيون حبيبي " . وفي 31 مايو عام 1934 افتتحت الإذاعة المصرية لأول مرة وكانت أم كلثوم أول من دخلها وأحيا فيها أول حفلة غنائية وهكذا نقل الميكروفون صوت كوكب الشرق إلى أرجاء العالم العربي وظلت في كل موسم تقدم أكثر من أغنية جديدة إلى جانب أغاني أفلامها التي كانت معظمها من نظم شاعر الشباب أحمد رامي ومن ألحان الفرسان الثلاثة زكريا أحمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي . وقد زادت عدد آلات الكمان وأضافت إلى تختها الناي والفيولونسيل والكنترباص . غنت أم كلثوم أكثر من 300 أغنية تتراوح في طولها من خمس دقائق إلى ساعة ونصف . وفي عام 1943 أسست أم كلثوم أول نقابة للموسيقيين برئاستها وظلت محتفظة بمقعد الرئاسة فيها لمدة عشر سنوات وقد أقامت حفلة خاصة يعود ريعها لصندوق النقابة . وفي تلك الفترة اهتمت بمشاكل أبناء مهنتها كما كانت تنفعل بأحداث وطنها متحمسة لكل مناسبة فقد غنت لشاعر النيل حافظ إبراهيم " مصر تتحدث عن نفسها " ولما قامت ثورة مصر في 23 يوليو عام 1952 عبرت عن تأييدها للثورة بأغنية " الوطن " وعندما وقعت اتفاقية الجلاء شاركت الشعب فرحته الكبرى بزوال كابوس الاحتلال فغنت أكثر من أغنية لهذه المناسبة . وفي هذه الفترة فاجأت الجمهور بألحان حديثة من ملحنين جدد هم محمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي وكانت المفاجأة الكبرى التي هزت الناس هي اللقاء الفني بينها وبين الموسيقار محمد عبد الوهاب حينما غنت له ثلاث أغنيات من ألحانه كانت الأولى التي أحدثت ضجة كبرى في عالم الفن أغنية " أنت عمري " ثم تبعتها بأغنية " أنت الحب " و أخيراً أغنية " أمل حياتي " التي اعتبرت ملحمة موسيقية لعبد الوهاب . وكانت قد اجتمعت مع محمد عبد الوهاب عام 1944 على مأدبة الصحافي محمد التابعي بوجود المرحوم سكر مدير مطبعة بنك مصر والمشرف العام على استوديو مصر للسينما واقترح أن يشترك المطربان الكبيران في عمل فني سينمائي كبير يمثل قصة " ألمظ و عبده الحامولي " وتقرر أن يلحن محمد القصبجي أغنيات أم كلثوم للفيلم بينما يلحن عبد الوهاب بنفسه أغانيه ولكنه اشترط ألا يدخل في الأغاني الأسلوب القديم " أمان يا لا للي " التي كانت سائدة في عصر الحامولي كما اقترح سكر أن يكتب القصة محمد التابعي . وفعلاً بوشر بالكتابة والتأليف . وسافر عبد الوهاب مع التابعي إلى أوروبا في باخرة واحدة كان عبد الوهاب في أثناء الرحلة يضع الخطوط الرئيسية للألحان . ولكن شاءت الأقدار أن يقدم المرحوم سكر على الانتحار في ذلك الوقت لأسباب قيل إنها عصبية أصابته من جراء الإرهاق الشديد ولم يلتق الهرمان الكبيران إلا بعد عشرين عاماً وبالتحديد عام 1964 في أغنية " أنت عمري " . ودخلت بهذا أم كلثوم مدرسة جديدة للغناء الحديث واستطاعت بهذا الأسلوب أن تضيف إلى مستمعيها جيلاً جديداً . وقدمت أم كلثوم عطاءها بسخاء كبير فلم تترك مناسبة يفيد منها وطنها إلا وقدمت كل ما لديها من فن ومجد واستطاعت بفضل مواهبها أن تقدم أفضل الخدمات لمصر وللوطن العربي . وقد تميزت بنيتها كما تميز صوتها بقدرات كبيرة لا تشيخ فكانت في السنوات الأخيرة تغني وكأنها مازالت تلك الصبية القادمة من السنبلاوين : صفاء في الصوت وقوة خارقة لا يمكن أن تكون فيمن بلغ عمرها . ولأم كلثوم عدداً من الأفلام منها " فاطمة " و " سلامة " . لكنها لم تنجح كثيراً وبذكائها استطاعت أن تتجاوزها ولا تعود إلى هذه التجربة مرة أخرى . وفي عام 1971 ساءت صحتها قليلاً فانقطعت عن تقديم حفلاتها ثم رويداً رويداً بدأت الشمعة التي أضاءت العالم العربي تذوب حتى كان يوم الاثنين في الثالث من فبراير عام 1975 حيث وافها الأجل فرحلت عن دنيانا في الرابعة بعد الظهر .

    ابراهيم القباني

    ملحن مصري . ولد في القاهرة عام 1851 وتوفي بها في 30 يونيو عام 1937 . من أكابر الفنانين المصريين الذين ظهروا بعد وفاة الشيخ محمد عثمان في مستهل القرن العشرين . صنع أدواراً اشتهرت بجودة تلحينها وكان لا يكتفي بأدواره بل عمد إلى أكثر ألحان من سبقوه ومعاصريه فصنع في أقاويلها ألحاناً أخرى مختلفة النغم والإيقاع مما يدل على قوة وأصالة في فن التلحين . من أهم أدواره " الكمال في الملاح صدف " و " يا الله اصلح الحال " .

    خميس الترنان

    شيخ الموسيقيين التونسيين والعمود الفقري الذي ارتكزت عليه الجمعية الرشيدية للموسيقى العربية في تونس . ولد ببنزرت في أول يناير عام 1894 وتوفي بتونس في 31 أكتوبر عام 1964 . شب منذ الصغر على حب الموسيقى التي كانت شغف عائلته الأندلسية الأصل والتي هاجرت من الأندلس في أواخر القرن 17 واستقرت بمدينة بنزرت حيث ولد خميس ترنان بحومة الربع الجديد من المدينة العتيقة وترعرع في ظل هذا البيت الولوع بفن النسيج والغناء . حيث كان أبوه علي الترنان وعمه محمد الترنان من منشدي طريقة العيساوية . ولما اشتد عوده بعث به والده إلى الكتاب حيث حفظ ما تيسر من القرآن الكريم ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية التي كان يديرها الأديب عبد الرحمن قيقة . وقد فوجئ التلميذ وهو يعزف بساحة المدرسة على آلته الموسيقية الأولى " الفحل " وهي آلة نفخ قدت من حديد بأستاذه عبد الرحمن قيقة ينهاه عن العزف خوفاً على الفتى من انزلاق قدمه في هوة الفن وهو ميدان لم يكن يدخله في ذلك الوقت إلا من كان لا خلاق له وبعض الفنانين من اليهود الذين كانوا يحتكرون الوسط الفني . لكن خميس الترنان سرعان ما تاقت نفسه إلى الموسيقى وهام بأسرارها وروائعها فانضم إلى الطرق الصوفية الرائجة في ذلك العهد وهي المولدية والعيساوية والسلامية . وقد ظهر الترنان مع هذه الفرق الصوفية حوالي عام 1908 وهو تاريخ قدوم المطربة المصرية " الطائرة " إلى تونس ودخول الفن الطرابلسي إثر استقدامها لبعض العازفين اليهود من طرابلس مثل موشي جبالي وبردع رحيم وغيرهم من الفنانين اليهود . وبقي الترنان منشداً بهذه الفرق حتى عام 1917 حيث استدعي لأداء الخدمة الإلزامية .. فشد رحاله إلى تونس العاصمة حيث لعبت الصدفة لعبتها ونجا من الخدمة الإلزامية إثر حفلة أحياها بمنزل صهر محمد الناصر باي فكان ينصت بإعجاب إلى خميس الترنان وما أن فرغ من وصلته الغنائية حتى أقسم يميناً أن يتدخل لدى صهره الباي حتى يعفيه من هذه الخدمة الشاقة . فتم له ما أراد وبقي بتونس يحي الحفلات بمقهى قرب سيدي البشير وتواصلت هذه الحفلات إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى لينتقل على إثرها للعمل بمقهى المرابط . وقد اشتهر بالعزف على آلة العود الشرقي والغناء البغدادي مقلداً المشائخ يوسف المنيلاوي وسالم الكبير ومحمد عبد الرحيم وكان مجيداً في تقليده لهؤلاء الأعلام حتى اشتهر باسم البغدادي . ولعل أبرز مثال على ذلك هو الدور " إذا جيش الأحباب " وقد سجله خلال إقامته ببرلين التي ارتحل إليها مرتين بصحبة الفنان التونسي محمد عبد العزيز العقربي سنة 1928 . وعندما اتفق معه صاحب مقهى المرابط على إحياء حفلة كل أسبوع ألف جوقة كان ضمن أفرادها أحمد الطويلي المشهور بالقروي وكان يوقع على آلة الرق وتتلمذ على الشيخ محمد بلحسين آية عصره في الصيانة والحفظ ودقة الأداء نغماً وإيقاعاً . فاستفاد الشيخ خميس الترنان من الشيخ أحمد الطويلي باعتباره الابن الروحي لأكبر راوية في ذلك العهد وهو الشيخ محمد بلحسين الذي توفي بتونس عام 1922 . وبقي الترنان وفرقته بمقهى المرابط إلى ما بعد عام 1930 حيث استقدم البارون ديرلانجي الشيخ علي الدرويش لإعداد الموسوعة التي كتبها المنوبي السنوسي فتعلم الشيخ خميس ترنان عليه مبادئ الترقيم الموسيقي كما تعلم على الشيخ على الدرويش السيد صالح المهدي العزف على آلة الناي التي يتقنها كذلك الشيخ خميس ترنان إلى جانب العزف على " الفحل " والقانون والعود بقسميه الشرقي والتونسي الذي يعرف بالعود العربي . وفي 1928 سافر الشيخ خميس ترنان إلى برلين برفقة الفنان محمد عبد العزيز العقربي حيث سجل عدة اسطوانات منها الاسطوانة التي راجت في ذلك العهد " ياللي تحب تسحر راجلها " وسجل كذلك الوصلة الجزائرية " حرمت بيك نعاسي " وبعض الأغاني الطرابلسية جامعاً أنغام المغرب العربي الكبير . وفي عام 1950 أقعد المرض زوجته بعد عامين فقط من الزواج وبقي خميس الترنان وفياً لزوجته فلم يتزوج بعدها إطلاقاً إلى أن التحق بها مستجيباً لنداء ربه الأعلى فلفظ أنفاسه الأخيرة في الساعة السابعة من صباح يوم 31 أكتوبر عام 1964 .

    رياض السنباطي

    موسيقار مصري يعد آخر عبقريات العطاء الكلثومي . ولد بالمنصورة عام 1910 وتوفي بالقاهرة في 9 سبتمبر عام 1981 . نشأ السنباطي في بيئة موسيقية مع والده محمد السنباطي الذي كان يغني ويعزف على العود . وتأثر بأبيه الذي كان يرافقه في سهراته التي يحييها في الريف المصري وكان عمره ثماني سنوات . انتقل إلى القاهرة عام 1922 لأداء اختبار معهد الموسيقى العربية بعد أن قبلت اللجنة به في المعهد . ومنذ ذلك الحين بدأ يتحسس طريقه في القاهرة المزدحمة بالعازفين والمغنيين والفنانين . وحدث أن سمعه مدير شركة أوديون حينئذٍ في أول لحن له لقصيدة مطلعها :

    يا مشرق البسمات
    أضئ ظلام حياتي

    وهي من تأليف الشاعر على محمود طه فعهد مدير شركة أوديون إلى الملحن الناشئ بتلحين بعض الأغاني الخفيفة لشركته وكانت هذ هي بدايته . لحن بعدها لأحمد عبد القادر طقطوقة " أنا أحبك وانت تجيني " ولعبد الغني السيد أغنية " يا ناري من جفاك " . كما لحن عدداً كبيراً من الأغاني الشعبية رددها الشعب ومن أشهرها " الدنيا في ايدي والكل عبيدي " التي كتبها الدكتور سعيد عبده وغنتها أحلام . لكن هذه الأغاني لم تستطع أن تخرج ملحنها من منطقة الظل حتى جاءه يوماً صديق فقال : أم كلثوم سمعتك في الإذاعة وهي تود رؤيتك . ولم يكد الملحن الناشئ يسمع هذا الخبر حتى غمره شعور بالزهو . لقد كانت أم كلثوم في ذلك العهد تدعى " كوكب الشرق " ولم يصدق الشاب الطموح أنه سيلحن للكوكب المرموق أم كلثوم لكنه بالفعل لحن لها وكانت باكورة ألحانه لها " لما أنت ناوية تهجريني " . وسمعت أم كلثوم اللحن وحفظته وسجلته على اسطوانة ثم لحن لها " النوم " التي لاقت نجاحاً كبيراً وازداد حماس الملحن الشاب . وكان لحن " النوم يداعب عيون حبيبي " نقطة تحول في حياة أم كلثوم والسنباطي معاً . واتصلت بعدها علاقاتهما الفنية وتمسكت أم كلثوم بالملحن الجديد طلباً للتجديد كعادتها على ألا ينفرد ملحن واحد بالميدان حتى لا يتحكم فيها أحد حيث تستطيع هي في هذه الحالة أن تسيطر أو على الأقل تتوسع في الطلب والتوجيه . ولعل السنباطي كان أكثر من لحن لأم كلثوم تمرداً عليها .. يثور لمجرد ظن المساس به في فنه الذي يعتز به . فلم يكن يقبل أثناء التمرين مخالفة اللحن الموضوع إلا إذا جاء التغيير رجاء رقيقاً أو اقتراحاً رفيقاً فيلبي في أريحية وحتى في هذه الحالة المتسامحة كثيراً ما يقنعها بالصورة الأولى للحن فتعود إليها ويحدد السنباطي الأجر الذي يرضيه فيجاب إليه . وقد وصفته أم كلثوم بأنه " أحسن من يتذوق اللغة الفصحى ومقدرة تفوق الوصف في إعطاء الكلمة اللون المطلوب في اللحن فهو يلحن المعاني وهو أقدر من يعزف على العود وإذا عزف على العود فهو أوركستر كامل " . وكان تلحين القصيدة يستغرق عدة أيام لكن قصيدة " الأطلال " استغرقت مدة طويلة بين أربعة إلى خمسة شهور أو ستة شهور . وعندما ينتهي من تلحين القصيدة يتصل بأم كلثوم وتحضر أم كلثوم إلى بيته أو يذهب إلى بيتها في الزمالك . كانت هوايته قراءة الشعر وسماع الموسيقى الكلاسيكية مثل السيمفونيات والباليهات ومتعته الكبرى هي أن يسمع موسيقى تشايكوفسكي ورمسكي كورساكوف وخادشا دوريان الذي زار مصر وقابله السنباطي في معهد الموسيقى الشرقي وجلس أمامه مبهوراً بعظمة موسيقاه . وعاد إلى بيته يقول لمن فيه إنني قابلت اليوم أعظم رجل في العالم .

    سيد درويش

    يلقب بالشيخ سيد . وهو من كبار الملحنين المصريين الذين ظهروا في أوائل القرن العشرين . ولد في الإسكندرية في 17 مارس عام 1892 وتوفي بها في 18 سبتمبر عام 1923 . نشأ في أسرة فقيرة في حي " كوم الدكة " بالإسكندرية ودرس في كتّاب الحي حيث تعلم الأناشيد وبرع في تقليد أشهر المقرئين آنذاك ولكنه احترف الغناء عام 1906 وكان يقلد المغنين أيضاً . في عام 1907 عمل مساعد دهان في ورشة بناء وراح يتفرغ أثنائها للغناء بطلب من صاحبها لدمج غنائه بواقع الانتاج وفي هذه الورشة اكتشفه الممثل أمين عطا الله المعروف بـ " كشكش بك " فضمه إلى الفرقة المسرحية التي كانت لأخيه سليم عطا الله وقد سافرت هذه الفرقة إلى لبنان بعد ذلك بسنة ولكنها لم تلق نجاحاً . وعاد درويش إلى الإسكندرية بعد تسعة أشهر وراح يلحن وينسب ألحانه إلى المشاهير لصغر سنه . ثم سافر مرة أخرى إلى لبنان عام 1910 مع فرقة سليم عطا الله لكنه هذه المرة لقي نجاحاً كبيراً . ولما عاد إلى الإسكندرية عام 1912 كانت شعبيته قد سبقته إليها وبرز حتى بين كبار فناني زمنه . وقد اكتشف كبير مغنيي العصر سلامة حجازي وغنى لأول مرة على المسرح دور " ضيعت مستقبل حياتي " فلم يحالفه الحظ . وقد عمل أثناء الحرب العالمية الأولى محاسباً في متجر زوج أخته وكانت أول محاولة مسرحية له مع جورج أبيض بعنوان " فيروز شاه " والمسرحية الثانية مع نجيب الريحاني وقد انتشرت ألحانه بعدها بسرعة هائلة وأسس فرقة مسرحية باسمه كتب لها أوبريت " شهرزاد " ثم أوبريت " البروكة " ولكنه سرعان ما حل فرقته وعاد ليضع الألحان للفرق الأخرى . وفي 14 سبتمبر عام 1923 ذهب إلى الإسكندرية لاستقبال زعيم الأمة سعد زغلول وللاستعداد للسفر إلى إيطاليا لمواصلة الدراسة الموسيقية . لكنه أصيب في اليوم التالي بنوبة قلبية قضت عليه . أما أعماله التي كتب معظمها في مدى سنوات فقط بين عامي 1917 و 1923 فهي 26 أوبريت والفصل الأول من أوبرا " كليوباترا وأنطونيو " وعشرة أدوار و17 موشحاً و50 أغنية وطقطوقة . ولد سيد درويش وصوت الجماهير في أذنيه وكانت الحركة الوطنية المصرية بقيادة كل من مصطفى كامل ومحمد فريد ترتفع موسيقاها من صدور العمال والفلاحين والمثقفين والطلاب . وكانت الموسيقى تنبع دائماً من الشارع حيث تيسر الناس وحيث تضرب أقدامهم الأرض . وإذا كانت الحركة الجماهيرية المصرية قد قدمت شعراءها وكتابها ومفكريها فلقد قدمت موسيقاها أيضاً . فبعد أن كانت الموسيقى سجينة الصالون وسجينة التخت الموسيقي التركي وفي عزلة عن الجماهير وتحول المغنيون إلى ببغاوات تردد بلا حس ولا وعي للأغوات الأتراك الذين ( تمصروا ) وللأغوات المصريين الذين ( تتركوا ) الأغنية أو الموشح أو الطقطوقة شكلاً ومضموناً . وأصبح سيد درويش موسيقار الحركة الوطنية المصرية وواضع نشيدها الوطني . تحولت موسيقاه إلى رغيف خبز للجماهير واستطاع أن يعبر عن انتفاضتها في افضل شكل من أشكال التعبير الموسيقي . لم يتخرج من مدرسة فالأرض المصرية بفلاحيها وطينها وأشجارها كانت مدرسته وكان الموسيقار الأول الذي جعل نوتته الموسيقية هي جدران الشوارع وأكواخ الفلاحين ونوافذ الطلاب ومداخن ومصانع العمال . وقد أحبته الجماهير من أعماق قلبها وبمرور الوقت زاد التحامه بها .

    صالح عبد الحي

    فنان مصري من أعلام الغناء الشرقي القديم . ولد عام 1898 وتوفي في 24 سبتمبر عام 1962 . أمضى نصف قرن كاملة في الغناء المتواصل وتتلمذ على عبده الحامولي وعبد الحي حلمي وسلامة حجازي ولم يكن في مثل علمهم بأصول الغناء وقواعد الإيقاع والأداء ولكنه لم يكن أقل منهم في موهبة الغناء . امتاز بعذوبة الصوت وحلاوة النغمة وامتداد النفس وشدة الحرص على تقاليد الغناء الشرقي الأصيل ويمثل صالح عبد الحي الصلة الأخيرة بين عهدين منفصلين من عهود النهضة الفنية وهما عهد عبده الحامولي ومحمد عثمان وعهد أم كلثوم وعبد الوهاب .

    عاصي الرحباني

    موسيقي وملحن لبناني ولد ببيروت عام 1923 وتوفي بها في 20 إبريل عام 1986 . نشأ في غابة الأرز وأشع على أرض لبنان في ليل الهزيمة وحمل معه أحزانها وأفراحها وعبر عن هذا في ألحان لها مكانتها عبر التاريخ . وتعد " القدس " أحد أروع ما لحن للفنانة المبدعة فيروز وقد شكل مع أخيه منصور شمعة وسط ليل حالك ونغماً يسري مع نسيم الحرية وكانا صوتاً متميزاً في عالم الإبداع الفني . في عام 1954 عقد عاصي الرحباني قرانه على فيروز ليؤسسا معاً مشوار الفن والحياة وليتكامل الوجود الرحباني بوجود فيروز . وفي عام 1957 دشنت فيروز " مهرجانات بعلبك الدولية " حيث قدمت من ألحان الرحباني مسرحيتها الغنائية الأولى " جسر القمر " . ومنذ عام 1962 وحتى عام 1976 توالت الأعمال المسرحية الغنائية لتبلغ ستة عشر عملاً . وكانت مسرحية " هالة والملك " عام 1967 أول مسرحية تقدم على مسرح بيكاديللي في بيروت ويتكرس معها طقس سنوي تتحول معه العاصمة اللبنانية كل عام إلى مهرجان كبير . وإذا كانت القرية اللبنانية تشكل الديكور الأساسي لمسرحياتها السابقة فقد خرج الرحابنة في " هالة والملك " من الواقع الريفي إلى المدينة كإطار يتحرك فيه الممثلون وراحوا يستوحون الأوضاع الاجتماعية والمعيشية التي كان يعيشها لبنان . في مسرحيات فيروز والأخوين الرحباني نجد البطل الأساسي دائماً هو الخير الذي ينتصر على الشر وتبطل المسافة بين الحلم والواقع في " جسر القمر " حيث تجسد فيروز دور فتاة مسحورة لا يخلصها من سحرها سوى الحب وفي " بياع الخواتم " تلعب دور الصبية الساذجة وتغني للحب أيضاً وهكذا في مسرحياتها الغنائية الأخرى " البعلبكية " و " أيام فخر الدين " و " جبال الصوان " و " الشخص " و " يعيش يعيش " و " الليل والقنديل " و " صح النوم " و " المحطة " و " لولو " و " ميس الريم " وأخيراً " بترا " عام 1976 التي طوت بها فيروز صفحة من حياتها بغياب عاصي الرحباني ودخول لبنان أتون الحرب . وعندما انفصل عاصي عن فيروز كان الوداع بلا دموع . وكانت القطيعة إلى نقطة اللارجوع .. انفصلت فيروز عن الرحابنة وما حدث في الوسط الفني اللبناني وقتها كان أشبه ما يكون بزلزال وتصدع فني وما حصل في الوجدان العربي كله كان يشبه نكسة جديدة وانحدار جديد لم يكن هذه المرة سياسياً بل كان انحداراً فنياً .

    علي اسماعيل

    موسيقي مصري يعد أعظم موزع موسيقي أنجبته مصر في منتصف القرن العشرين . ولد عام 1924 وتوفي بالقاهرة في 26 يوليو عام 1974 . نشأ في حي المناصرة بدرب الدقاق وتزوج من مؤلفة الأغاني نبيلة قنديل التي تعرف عليها عندما كانت تغني في المسارح باسم سعاد وجدي عام 1950 وله منها ثلاثة أبناء . ترك علي إسماعيل الدراسة ليشبع هوايته في الموسيقى التي كانت تجري في عروقه كدمه فعمل في الفرق الموسيقية الشعبية وفي الموالد وبعد أن قرأ إعلاناً عن افتتاح المعهد العالي للموسيقى العربية تقدم بطلب للالتحاق به فقبل بعد اجتيازه للاختبار وكان معه في الدفعة ذاتها كمال الطويل وعبد العظيم محمد . اشتهر في بداياته بتلحينه للأغاني القصيرة كما عمل في مستهل حياته الفنية في فرقة بديعة مصابني مع الموسيقار حافظ سلامة وفرقة رضا للفنون الشعبية . ويعد علي إسماعيل أعظم موزع موسيقي أنجبته مصر في منتصف هذا القرن فقد أشرف على توزيع معظم أغاني عبد الحليم حافظ من خلال الفرقة الماسية ولحن له " فدائي " وهو نشيد أرخ لانطلاقه المقاومة المصرية في سيناء بعد نكسة يونيو . توفى علي إسماعيل بالسكتة القلبية على المسرح بينما كان منهمكاً بعمل بروفة لمسرحية " كباريه " التي لم تر النور فترك فراغاً واضحاً في ميدان التأليف الموسيقي والتوزيع والتلحين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 5:24 pm